الحذر من المحدثات والبدع
واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها، فاحذر المحرمات من الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، والضلالة وأهلها في النار.
--------------------------------------------------------------------------------
نعم، يقول المؤلف: "واعلم" رحمه الله، "اعلم": هذا من باب التنبيه، تنبيه المؤلف، ينبه "اعلم" يعني: اجزم وتيقن، اجزم وتيقن "أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها" نعم، وهذا واضح، كل بدعة تحدث يموت مثلها من السنة، إذا حدث بدعة مات مثلها من السنة، السنة تقابل البدعة، والبدعة تقابل السنة، فإذا أحييت السنة ماتت البدعة المقابلة لها، وإذا ظهرت بدعة تُركت السنة المماثلة لها، هذا شيء واضح لا شك فيه، واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها.
ثم قال المؤلف: "فاحذر المحدثات من الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، والضلالة وأهلها في النار" هذا نأخذه من الأحاديث التي فيه التحذير من البدع، قال عليه الصلاة والسلام: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وفي لفظ آخر: وكل بدعة ضلالة وفي رواية النسائي: وكل ضلالة في النار فهذا مأخوذ من الأحاديث، أن كل محدث بدعة.
وكذلك أيضا ثبت في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي لفظ لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد فكل عمل وكل حدث في الدين يخالف أمر الله وأمر رسوله فهو بدعة، نعم.
نقل //
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي