من زهير كتبي لامير مكه

[%الصامل%]

كتب/ زهير كتبى/
غضب خالد الفيصل اهون على من غضب الله
لا ترهيب في الحج
عظة وتذكير
بقلم:د/ زهير كتبي
أديب وكاتب سعودي
من: المواطن المسلم الصغير، زهير محمد جميل كتبي.
إلى: أمير منطقة مكة المكرمة، خالد الفيصل.
من البداية: أقول لك: إنَّ غضب خالد الفيصل عندي أهون عليّ من غضب الله.
صرَّحت يا أمير في الصحافة المحلية بتصريح حرَّك مشاعر المسلمين بالكراهية والخوف والترهيب من بلادنا، ومكانتها، وسمعتها الإسلامية والسياسية، وكأننا دولة بوليسية. حين قلت كما جاء في صحيفة الشرق بعددها ( 638 )، يوم الاثنين 26/10/1434هـ في الصفحة(3):
( إن العقوبات التي ستطبَّق بحق المخالفين لأنظمة الحج، تتراوح ما بين الترحيل الفوري والسجن لمدة لا تقل عن عام، دون أن يشمل من تتم معاقبته أي عفو)
يا أمير، هل يجوز استخدام [إرهاب الدولة] في تطبيق شرع الله. فالحج ركن من أركان الإسلام، وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة؟
فهل من المعقول أن يُعاقب من يؤدي مناسك ركن من أركان الإسلام بالسجن والإبعاد الفوري وعدم العفو؟ فالسجن خُصِّص للمجرمين والإرهابيين، وليس للحجاج والمعتمرين!. فأين نحن من الإسلام ؟.
يا أمير، إن العظة والتذكير والنصيحة مبدأ وواجب إسلامي قويم.
يا أمير، أنت تعلم أن النصارى يدفعون للمسيحيين أموالًا؛ حتى يأتوا إلى الكنيسة للصلاة بها.
وهل تعلم يا أمير، أن اليهود يتبرّعون لفقرائهم في كل بلدان العالم، لكي يأتوا للحج إلى [حائط المبكي]، وتنظم لهم رحلات أسبوعية؟
وبلادنا التي تُحكم بالعقيدة الإسلامية كتاب وسنة ، وحسب نظام الحكم ، سوف تقوم بسجن من يحج أو يعتمر.
كيف سنقابل ربنا بما نفعله في ضيوفه ؟.
كيف يكون هذا الإسلام يا أمير ؟
يا أمير، اتق الله في نفسك.
يا أمير، اتق الله في نفسك.
يا أمير، اتق الله في نفسك.
حقيقة، أستغرب كيف يتم العمل بمثل هذه التنظيمات التي تخالف العقيدة الإسلامية، وتصطدم مع مبادئها وروحها الإسلامية؟!
ثم أين هيئة كبار العلماء مما يجري من أمير منطقة مكة المكرمة، وانفراده بوضع وصياغة وصناعة تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان؟ وأين صوت هيئة العلماء الإجلاء، ودورهم، ومسؤوليتهم؛ لإيقاف مدّ هذا الاندفاع من الأمير الذي لا نعرف نهايته، وما سيترتب عليه من تداعيات وضغوطات سياسية على سمعة بلادنا ومكانتها؟!. وأين دور مجلس الشورى كبرلمان مسؤول عن وضع وصياغة القوانين الوضعية المنظمة لأمور الدولة؟.
وأين سماحة المفتي ودوره الشرعي والرسمي؟ هل ينحصر في الاهتمام [بساهر].. وتأخير المعاملات والرشوة ورفع الأسعار ويقول أنها ظلم للمجتمع ، وترك أمور الأمة الكبرى للأمة الإسلامية في يد أمير منطقة مكة المكرمة وقناعاته وإجراءاته، دون التدخل بالتوجيه والنصيحة والتنبيه الشرعي، وعدم استفزاز المسلمين بمثل هذا القرارات الظالمة والمستعجلة وغير الشرعية؟
يا أمير، بقي لك أن تعمل لنا [بطاقات ذكية أو إلكترونية] أو ..[بالبصمة ]..،. لدخولنا المسجد الحرام.
أين كرامة الإنسان السعودي من هذه التنظيمات؟!
! اتق الله في نفسك يا أمير .
ونما إلى علمي أنك قلت: إن المطوف الذي يقوم بأخذ أهله: زوجته، أو أمه، أو أبنائه للحج معه فسوف تسقط عنه [مهنة الطوافة]، وهذا ليس من حقك كأمير، فلهذه المهنة الشريفة نظامها الذي وُضع منذ عهد جلالة المؤسس، جدكم الملك عبدالعزيز.
يا أمير، كيف تأخذ حقوق الناس ومهنهم؟ وبأي وجه حق، لا شرعي، ولا نظامي؟.
! يا أمير: اتق الله في نفسك.
يا أمير، أنت أبرزت لنا منذ أعوام مضت في صحيفة عكاظ تصريحك للحج، وبعدها رأيتك بأم عينيَّ تحج سنويًّا، وتجلس في الصف الأول بمسجد نمرة في عرفات وحولك حاشيتك. فأنت لا يجوز لك الحج على نفقة الدولة، وكذلك بالنسبة لحاشيتك؛ لأن ذلك يُنفق عليه من [المال العام]، وهذا [مال الشعب]، والحكومة مؤتمنة عليه، ولا تملكه؛ لأن فيه جزءًا كبيرًا من زكاة الشعب، فكيف تحج من زكاة المسلمين؟! وكذلك فهذا الإنفاق غير مبرر؛ لأنه يأتي بحكم المنصب، والمنصب يدفعك إلى تكرار الحج، وكل ذلك يكون على حساب الدولة، وهذا غير جائز