في الامس القريب اوردت قناة (cnn) خبر مفادة قيام الملياردير صاحب شركة مايكروسوفت (بيل غيتس) بتبرعة بكامل ثروته البالغ (57)مليار دولار لايتام وفقراء العالم وعدم توريث ابناءه الثلاثة سوى القليل من المال وهذا أمر غريب فعلا من كافر .
تذكرت الخليفة الراشد عثمان بن عفان (ابو عمرو) فقد اصاب المسلمين في عهد ابي بكر رضي الله عنه سنة قحط شديدة فدخل يوما العير التي تعود لعثمان بن عفان رضي الله عنه المدينة وكان يبلغ عددها الف بعيد محمله بالبر والزيت وغيرها من الاطعمة فوافاه تجار المدينة وقالوا نعطيك درهمين مكسبا على كل بعير فقال لهم رضي الله عنه اعطيت اكثر فما زالوا يزيدون له الربح حتى وصلوا الخمسة دراهم فقال لهم اعطيت اكثر فقالوا والله مانعلم انه قد سبقنا اليك احد من التجار فمن اعطاك فقال الله اعطاني بكل درهم عشر دراهم والله يضاعف لمن يشاء فتصدق بتلك العير بحملها وجمالها لفقراء المسلمين رضي الله عنك ياأبا عمرو.
فهل من مقتدي بعثمان من اباطرة المال في العالم الاسلامي حيث ان الاموال التي يستثمرها التجار السعوديون في الولايات المتحدة وحدها مايقارب (700) ترليون دولار لايستفيد منها سواء الحكومة الامريكية حيث تدفع الضرائب لها على تلك الاموال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد تذكرت الى الخالد في ذاكرة العرب من أصحاب الفترة الى وهو حاتم الطائي حيث ارتبط اسمة بالجود والكرم يقول مخاطبا زوجته في قصيدة اعتبرها من منظوري الخاصي وذائقتي الشعرية معلقة لوحدها على الرغم من ابياتها القليلة :
اماوي قد طال التجنب والهجر=وقد عذرتني في طلابكم عذر
اماوي إن المال غاد ورائح =ويبقى من المال الاحاديث والذكر
اماوي اني لاأقول لسائل=إذا جاء يوما حل في مالنا النزر
أماوي إما مانع فمبين = وإما عطاء لاينهنه الزجر
أماوي مايغني الثراء عن الفتى =اذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
أماوي إن يصبح صداي بقفرة=من الارض لاماء لدي ولاخمر
تري ان ماانفقت لم يك ضائري=وأن يدي مما بخلت به صفر
أماوي إن المال مال بذلته =فأوله شكرُ وآخره ذكر
يفك به العاني ويؤكل طيبا =وما إن يعريه القداح ولا القمر
فما زادنا بأواً على ذي قرابة=غنانا ولا ازرى باحسابنا الفقر
الذي اود ان اصل اليه هذا الملياردير الامريكي وهو على كفرة صنع ثروة من لاشيء لم يورثها له احد ووصل الى قناعة ان المال وسيلة وليست غاية يقول في لقائة التلفزيوني اردت ان ينعم بهذه الثروة الملايين من الاطفال الايتام والمرضى حول العالم ولا تكون حصرا على ابناءي وحدهم .
سبحان الله هلا يقتدي به في سنته الحسنه احد من اصحاب رؤوس الاموال المسلمين حيث ان الغالبية العظمى من الفقراء حول العالم هم من المسلمين .
دعوة للتأمل والتفكر والاستنتاج آمل ان تصل الفكره .
كتب في /14/10/1431هـ
عيد السميري