اختيار تصميم الجوال
|
|
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
03-Jan-2010, 09:53 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الحلف والاحلاف
- تعريف الحلف :
قال الجوهري في الصحاح : ( والحلف بالكسر : العهد يكون بين القوم ، وقد حالفه أي عاهده ، وتحالفوا أي تعاهدوا ) انتهى كما قال الفيروزبادي في القاموس المحيط : ( والحلف بالكسر : العهد بين القوم والصداقة ، والصديق يحلف لصاحبه أن لا يغدر به ، والجمع أحلاف ) انتهى وفي المعجم الوسيط : ( حالفه محالفة وحِلافاً : عاهده ، ويقال حالف بينهما : آخى ) وفي موضع آخر في المعجم : ( الحِلف المعاهدة على التعاضد والتساعد والأتفاق ، والجمع أحلاف ) وفي موضع آخر في المعجم : ( الحليف ، المتعاهد على التناصر ، والجمع أحلاف ) مع ملاحظة ماذكر في معاجم اللغة عن معنى الحلف نجد أن كلمة الحلف يدور معناها بين : المعاهدة والصداقة والنصرة والحماية والتعاضد والتساعد والأتفاق ، ومافي هذه المعاني فنستطيع أن نقول بأن معنى الحِلف اللغوي تقريباً هو : التعاهد والأتفاق على التعاضد والتناصر والحماية . هذا في مصطلح أهل اللغة أما معنى الحِلف في مصطلح المؤرخين والنسابين فليس هناك معنى محدد ، ولكن نستطيع أن نقول بأن الحلف هو : ( أنظمة وعهود اجتماعية وسياسية تجمع بين عشيرتين أو قبيلتين فأكثر يلتزمون فيها بينهم على التعاضد والتناصر والحماية ….وقد تزيد هذا العلاقة حتى يصبح المتحالفين قبيلة واحدة وكيان واحد ( أي ليس حلف مؤقت فقط ) ، كما سيتضح ذلك عند الكلام عن أنواع الحلف وصوره . إلا أن التعريف السابق يتناسب مع القبائل المتحالفة مع بعض أكثر من تناسبها مع دخول فرد أو جماعة في قبيلة ، فأحياناً تتحالف قبائل فيما بينها للتناصر فيما بينهم بدون دخول أحدها في الأخر ، مثل تحالف أسد مع طيء ، وكذا أسد مع غطفان ، وتحالف قبائل الرباب مع بعضهم ، وأحيانا يدخل فرد أو عشيرة في قبيلة أكبر منها وتُعد منها ، تنتسب لها ، وتحارب معها ، وتتحمل العاقلة والدية معها ، وتدخل في جميع الأمور التي تنطبق على باقي القبيلة وكأنها جزء لا يتجزأ منها فهذه صورة أخرى من صور الحلف مختلفة عن الأولى ، وسيتضح ذلك عند الكلام عن أنواع وصور الأحلاف . وعند الرجوع الى كتب المعاجم مرة أخرى نجد أن العرب كانوا يطلقون اسم ( الحليفان ) على بني أسد وطيء ، وكانوا يطلقون نفس الاسم أيضاً على أسد وفزارة ( أو غطفان ) ، ويطلقون مصطلح ( الأحلاف ) على ست بطون من قريش وهي : عبدالدار ، وكعب ، وجمح ، وسهم ، ومخزوم ، وعدي ، ولذلك قيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه ( أحلافي ) لأنه عدوي ( أنظر القاموس المحيط ) ، كما أطلق أيضا مصطلح ( الأحلاف ) على قوم من ثقيف …..وغيرهم أيضاً وللحلف أنواع ، وأذكر منها : 1- حلف مؤقت : الهدف منه هو النصرة والاحتماء والاستعانة لمصلحة مشتركة بين الحليفين ، كخوض حرب مثلاً أو غير ذلك ، فإذا انتهى الحدث انتهى الحلف بانتهاء الحدث ، وقد يتكرر ذلك عند تكرار هذا الحدث ( مثلاً قد يتكرر عند حصول أكثر من حرب لنفس القبائل المتحالفة ) ، فمعنى ذلك أن هذا النوع من الأحلاف إنما هو لغرض معيّن مؤقت وليس حلف كامل ، وحتى التاريخ القريب لجزيرة العرب شهد حروباً تحالفت فيها قبائل ضد قبائل أخرى . 2 - حلف كامل : كأن تجتمع عدة قبائل وأفخاذ لا يجمعها جد واحد ، بل قد تجد بعضها قحطانية وبعضها عدنانية ، فتجتمع في اسم جديد وكيان جديد مؤلف من عدة قبائل مختلفة لا يجمعها جد واحد ، مثال ذلك قبائل تنوخ والعتق وغسان كلها قبائل قائمة على الأحلاف ، والغالب في هذه الأحلاف أن يكون سبب حلفها هو اجتماعها في مكان واحد ، بل قد تسمى على هذا المكان أو على صفته . 3 - حلف ثنائي : حلف ثنائي بين فصيلين ، فالعرب تسمي طيء وأسد بالحليفين ، وأطلق هذا اللفظ على أسد وغطفان أو فزارة ، فيلاحظ في هذا الحلف أنه لم تدخل قبيلة تحت مسمى قبيلة أخرى ، وإنما أطلق لفظ يشمل القبيلتين بسبب التآزر بينهما . ملاحظة : من الممكن أن يدخل هذا النوع في النوع الأول ، فربما كان حلف أسد وطيء حلف مؤقت ، وكذا أسد وغطفان ، فهذا وارد . 4 - دخول فخذ أو عشيرة أو فرد في قبيلة أخرى : وهذا النوع هو الأكثر حصولاً من أنواع الأحلاف ، وفي هذا النوع يعتبر الفرع الذي دخل في القبيلة ( سواء كان هذا الفرع فخذ أو عشيرة أو أسرة أو شخص ) يعتبر بعد دخوله في الحلف جزء لا يتجزأ من القبيلة التي دخل فيها ، فيتسمى باسمها وينضوي تحت إمرتها ويحارب معها مثله مثل من ينتسب أصالة الى هذه القبيلة ، وقد يحصل بعد زمن أن يرجع هذا الفخذ أو العشيرة الى محاولة الأنتساب الى نسبه الأصلي لأسباب مختلفة . أسباب الحلف : الحلف ينشأ غالباً لأسباب سياسية كاختلاف التكوينات والقوى في المنطقة ، أو لأسباب اجتماعية كضعف القبيلة أو قلتها أو هجرة أغلبها من المنطقة أو لسبب جغرافي مثل الجوار ، فمن تلك الأسباب : 1 - عند قيام قبيلة أو عشيرة بحرب قبيلة أكبر منها أو ردّهم فإنهم قد يضطرون الى الاعتضاد والتقوّي بعشائر أخرى لمواجهة هذه الحرب ، وقد يستمر هذا الحلف وقد ينتهي بانتهاء الحدث ، وقد يحصل ذلك من الطرفين ، ومن الأمثلة على هذا السبب كحلف مؤقت ماحصل يوم الهذيل عنما أغار الهذيل بن هبيرة التغلبي على ضبّة والرّباب فأنجدهما بنو سعد بن زيد مناة بن تميم ، فقال سلامة بن جندل : وتغلب إذ حربها لاقح ××××××× تشب وتسعر نيرانها غداة أتاناصريخ الرباب ××××××× ولم يكُ يصلح خذلانها صريخ لضّبة يوم الهذيل××××××× وضبة تُردف نسوانها تداركهم والضحى غدوةٌ ×××××× خناذيذ تُشعل أعطانها بأسد من الفِزر غُلب الرّقاب ×××××مصاليت لم يُخش إدهانها وقد دعا عمرو بن معديكرب الزبيدي الى تجمع بطون مذحك لمواجهة بطون معد بن عدنان ، عندما قال : وأودٌ ناصري وبنو زبيدٍ ×××××ومن بالخيف من حَِكَم بن سعدِ لعمرك لو تجرّد من مرادٍ ××××عرانينٌ على دهمٍ وجُردِ ومن عنسٍ مغامرةٌ طحونٌ××××مدربةٌ ومن علّة بن جلدِ ومن سعدٍ كتائب معلمات××××على ماكان من قربٍ وبعدِ ومن جنبٍ مجنّبةٌ ضروب×××××لهامِ القوم بالأبطال تردي وتجمع مذحجٌ فيرأسوني×××× لأبرأتُ المناهل من معدِ المثالان السابقان ينطبقان على الأحلاف المؤقتة التي حصلت بسبب الاستعداد لحصول حرب ، وغير هذه الأمثلة كثير ، وقد يكون حلفي خندف وشبابة مثال على ذلك أيضاً فهي حلفان أسست بسبب توازن القوى وهي أحلاف مؤقتة لسبب معين . 2 - عند هزيمة قبيلة أو كيان قبلي في حرب أو حروب متوالية ، فقد تحصل هزيمة قاصمة تحمل هذه القبيلة المهزومة الى الرحيل فيبقى منهم بقيّة ضعيفة تحتاج الى الاحتماء والتقوّي فتضظر الى الدخول في قبيلة أكبر منها . 3 - قد يحصل الحلف لسبب جغرافي واقتصادي في آنٍ واحد ، وذلك عند نزول عدة عشائر أو أفخاذ على منطقة واحدة فتجمعهم المنطقة فيتكون كيان باسم جديد كما هو الحلف في أحلاف تنوخ وغسّان ، أنظر موضوع مسامرة الخلان في أحلاف تنوخ والعتق وغسان 4 - قلة عدد العشيرة أو القبيلة في ظل تلك العصور القاسية التي تعتمد فيها القبائل على الحرب والسلب ، فلاشك أن قلة عددها سيجعلها تذوب في كيانات أخرى ، ويحصل هذا كثيراً بين أبناء العمومة القريبين ، فتجد الأخوة إذا اشتهر فيهم رجل قد ينسب إليه فيما بعد أبناء إخوته لشهرته ولقلة عدد ذرية إخوته كما هو الحال في البراجم من بني تميم ، وهم ذرية عمرو والظُليم وقيس وكُلفة وغالب أبناء حنظلة ( جد البطن ) بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، ذرية هؤلاء الخمسة كانوا قلّة ، فقال لهم رجل منهم وهو : حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة ( أيتها القبائل التي ذهب عددها تعالوا فلنجتمع ، فنكن كبراجم كفي هذه ) ففعلوا فسُموا البراجم ، وهم مع بني عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة . 5 - قد يحصل خلاف داخلي بين القبيلة الواحدة يُلجىء أغلب القبيلة الى طرد القسم الآخر من نفس القبيلة ، مما يجعلها تنتقل عن المكان وتحالف كيان آخر ، وهذا الخلاف قد يحصل لأسباب كثيرة ، إما لسبب دم أو مصاهرة لقبيلة أقل منهم ، أو امتهان بعضهم لمهنة أقل مما اعتادوا عليه ، أو شحناء أو غير ذلك . كما أن القسمين قد يكونا متقاربين في العدد والقوة ، وقد يكونا غير متكافئين ، بل قد يحصل أن رجلاً واحداً فقط تغضب عليه قبيلته فيخرج منها لسبب من الأسباب السابقة أو غيرها فيدخل في قبيلة أخرى ، فيكون بذلك جداً لأسرة أو عشيرة ، وكتب الأوائل مليئة بأخبار الخلاف والتنازع بين أبناء العم كحرب البسوس ، وداحس والغبراء ويوم البُعاث وغيرها من الأخبار والأحداث . 6 - هجرة القبيلة أو العشيرة من مكان إلى مكان ونزولها في مكان تسيطر عليه قبيلة أخرى فيحصل بينهم التداخل والحلف . 7 - الجوار أيضاً قد يكون سبباً من أسباب التداخل والتحالف . 8 - كثرة المصاهرات بين قبيلتين ، وكتب النسب تذكر أحياناً من ينسب الى أمه أو أخواله من العرب . 9- وقد تدخل قبيلة أو عشيرة في قبيلة أخرى اتقاءً لسطوتها وإغارتها ، كأن تُغير قبيلة أو كيان قوي على مناطق تعيش فيها قبائل ضعيفة لا تستطيع مقاومتها فتنضوي تحت لوائها وتأتمر بإمرتها لكف ضررها عليهم ، ولا شك أن في هذا الأمر مصلحة للقبيلة القويّة لأن دخول هؤلاء وغيرهم في كيانهم سيكثر من عددهم وسيزيد من قوتهم |
|||
|
|
05-Oct-2010, 02:24 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
اشكرك على هذا الموضوع الذي ربما يغيير من المفاهيم السلبية للبعض من منتسبي هذا المنتدى الاغر خصوصا اذا ذكر الاحلاف وما ادراك ما الاحلاف
تقبل مروري بود. |
|||
|
|
05-Oct-2010, 04:35 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الاحلاف هي التي اكسبت القبائل قوة خاصة اذا تكلمنا على اقوى القبائل في الجزيرة العربية
والاحلاف ليست الا حالة استدعتها الصراعات والحروب ,ولاتخلو قبيلة منها ولاتُحالف الا القبيلة القوية ,,, |
|||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|