ماذا قالوا عن قبيلة عنزة ؟

[وائلي]

وسط الجزيرة العربية وشرقها
تأليف: وليم جيفور بالجريف
ترجمة: صبري محمد حسن
ص 151 ص 152

سار عبدالله العلي الرشيد ومعه بعض من أقاربه,الذين هربوا مثله في طريق الجوف .أملاً في اللجوء,غير أنه لم يعثر على أي منهما ,وواصل مسيرة إلى وادي السرحان,الذي ظلت أعماقة إلى يومنا هذا ,ملجاً وملاذاً لكل من هو في مأزق مماثل لمأزق الرشيد,وبينما كان أبن رشيد يتجول مع أتباعة في متاهات وادي السرحان هاجمتهم فجأة,فئة من بدو عنزة الأعداء اللدودين لعشيرة شمر وأبلى عبدالله ورفاقة بلاء حسناً,في القتال ولكن الغلبة كانت للكثرة وسقط بنوالجعفر(1) بلا استثناء قتلى في ميدان المعركة وجردت عنزة الظافرة القتلى من اشيائهم ومتعلقاتهم, ولم يبق أحد من أتباع عبدالله العلي الرشيد على قيد الحياة بل إنه هو نفسه ترك الحياة والموت,مع جثث القتلى فوق الرمال .وما أورده فما يلي ,هو ماسمعته في جبل شمر بغض النظر عن دقتة أوحتى صحته,والواضح أن الخيال العربي تلك الخاصية المبدعة قد وصل إلى آخر مدى له في الحكاية التي سأرويها مع ذلك فهذه الحكاية تستحق التسجيل كنوع من أنواع التوضيح للعقليات التي تروى مثل هذه الحكايات أو التي تصديقها. وعنزة كما هي عادتهم يؤكدون بشدة أنهم قطعوا أزوار الجرحي في الأماكن التي سقطوا فيها الأرض,ومن الناحية لم يكن عبدالله العلي الرشيد أحسن حالاً من رفاقة ولكن وريث العرش لم يكن ليموت قبل الأوان فبينما كان عبدالله بن رشيد يرقد على الأرض فاقداً الوعي ودمه ينساب من الجرح الذي اصابه,تجمع جراد الصحراء من حول الشيخ وراح الجراد بأجنحته وأرجله يلقى بالرمل الساخن في جرح عبدالله بن الرشيد إلى أن تمكن ذلك الرمل القابض للخلايا الحية , من أن يعيد نهر الحياة إلى جراه الطبيعي وفي ذات الوقت,حط سرب طيور القطا kata ذلك الطائر الذي يشبه الحباري ويكثر وجوده من هذه المناطق وراح يحوم حول عبدالله بن الرشيد ليحميه من أشعة الشمس الحارقة .وهذه خدمة لن يكون الرحالة غير المجروحين في قفار الجزيرة العربية أقل امتناناُ لها وتصادف أن مر بالقرب من مشهد المجزرة والمعجزة هذا تاجر من دمشق بصحبته قافلة صغيرة قادماً من الجوف وقاصدا سوريا وشاهد التاجر وبعد أن أيقن أن العناية الإلهية حافظت على حياة هذا الشاب توصل إلى أنه لابد أن يكون له مستقبل غير عادي هنا شب التاجر ناراً بالقرب من الجريح وربط جراحه وأعطاه كل ما ينعش الحياة المعلقة في ضوء ماتجود به الظروف والمكان بعد كل ذلك وضع التاجر الجريح على أحد الجمال وأخذه معه إلى دمشق وبسرعة بدأ عبدالله بن رشيد الذي حل ضيفاً على التاجر المحسن الذي كان يعامله الابن تماماً بدأ عبدالله يستعيد قوته وحيويته ثم زوده منقده الكريم بالسلاح والمؤن التي تكفيه مشوار رحلته وأعاده إلى الجزيرة العربية مسلحاً ومزوداً تزويداً جيداً ولم يكت بوسعه أن يعود الى جبل شمر أميراً مثلما كان ولم يكن يرض أن يعيش بين شمر عيشه واحد من الرعايا المعتادين وبناء عاى ذاك قطع عبدالله بن رشيد لنفسه طريقاً طويلاً الى أن وصل الى قلب نجد حيث عرض خدماته الممتازة كقائد للمرتزقة (2) على الأمير تركي بن عبدالله بن سعود ذلك الأمير المستبد الذي لقى نهاية مأساوية ...انتهى كلامه



(1) بنوالجعفر – المقصور الجعفر من عبده من شمر

(2) كقائد للمرتزقة –قائد جماعه من العسكر تحت توجيهات ابن سعود

لمصدر

وسط الجزيرة العربية وشرقها

تأليف: وليم جيفور بالجريف

ترجمة: صبري محمد حسن

ص 151 ص 152

ملاحظة المؤلف عاصر عبيد العلي الرشيد وطلال العبدالله الرشيد ومتعب العبدالله الرشيد وصار احدى الاصدقاء الى متعب العبدالله والد عبدالعزيز المتعب الرشيد (الجنازة) وطلال العبدالله (أمير حائل) وكذالك عبيد العلي الرشيد وتحدث كثير عن طلال العبدالله الرشيد وعبيد العلي الرشيد .