ألفاظ تشتهر عند العتبان"شارك معنا"

[فيصل محمد الرويس]

السلام عليكم ..

وجدت هذا الموضوع من أكثر المواضيع قراءة في المنتدى , وأستمتعت به بمشاركة الأصدقاء معي .


وبخصوص لفظ _ عانه _ للإشارة , فهو مشتق من المعاينة ويعاين بصيغة الأمر . عانه أي أنظر إليه .


وقد سألني أحد الفارغين عن معنى لفظ عانه في لهجة العتبان فقلت له : هذا صنم من أصنام العتبان قبل الإسلام .
فقال لي هل يوجد عتبان قبل الإسلام ؟
قلت له هل يوجد فلاينة قبل الإسلام ؟ (أقصد جماعته ) .

فقال : لا .
قلت : مادمت تقول أن جماعتك غير موجودين قبل الإسلام فكيف تفسر وجودك الآن . الأخ جاي من الفضاء أو نابت مثل الفقع بين العرب .
فأوغرت صدره حتى أصابني اليأس من تصفيه قلبه تجاهي فتجاهلت وجوده .
وقد ندمت على هذا التصرف والأسلوب اللاذع في ردي عليه وكان في وسعي إستمالته والرد عليه برفق وأن أكسبه كصديق أو زميل . أو على الأقل لا أصنع لي عدواً .
فهذه من نتائج التفاخر بالأنساب أو التبجح .. فهي تأتي بالظلم والظلم حوبه فهو لا يستحق مثل هذه التوريطه .


وكل ما سمعت أحدهم يقول ( عانه ) تحركت شوكة في صدري .


_________________________________


لفظ ( أبك) في اللغة يقال رجل أبك , أي كثير اللحم . وهذا لا يتفق مع إستخدامها في لهجة العتبان وبادية نجد .
فهي تستخدم للتعجب أحياناً ,وهي ليست كذلك , بل تستخدم للتوبيخ والإزدراء في أصلها . وهي تحل محل ( لماذا) وأحياناً للمعارضة في الكلام والنفي ( أبك أنت غادي ) , ( أبك .. أسكت أو أبك مهوب تسذيا ) فهي لا تأتي في سياق تفخيم أو ترخيم أو تعظيم أو إجلال أو تقدير أو تحبب أو ترحيب أو مدح ..
فكل السياقات التي نجد فيها هذا اللفظ سياقات إنفعالية صدامية تحتدم على ردة فعل قوية تجاه المقصود .
وقد تكون في أبلغ حالاتها ( للتسفيه ) أو ( التحقير ) .

وإن نظرنا لإستخدامها العملي في الخطاب الشفاهي نجدها عملياً توجب التوقف أو المنع عند التقدم .
وهي كما أميل عاطفياً تتعلق بالوقوف على الآطلال في الشعر الجاهلي القديم . لقد كانت أشعار الجاهلية تبتدئ بعبارة ( فقا نبك ) ومثال على ذلك :" قفا نبك ذكرى حبيب ومنزل " .
فهي تقترب من الوجد كثيراً والتحسر .. فنجدها واضحة في سياق الكلام بقراءة الإنفعال المتزامن مع لفظها .وكأن القائل يتحسر أو يتوجد على شيء .
فتكون مرتبطة بالعتب والملامة سواء في التشديد وصولاً للتوبيخ أو التقريع . فهي كلمة لوم وعتاب . وليست حسنة ولا راقية , ولا تجدها في عليه القوم ويستكرهها الشعراء لقد حاولت في أكثر من متابعة شخصية القبض على هذه الكلمة خارجه من لسان شاعر أو أبناء الشعراء فلم أجدها إلا نادراً ومقرونة بطلاقة الحواجب وسعة الصدر في مجال مزاح أو تعليق فقط .
بعكس الأجلاف من الناس .. وأهل الوبر .



وإذا حاولنا تفكيك حروف الكلمة , نجد أنها تبدأ بالألف وقد تحل محلها ( العين ) والباء قد تكون ( ميم ) في الأصل . والكاف (شين ) فتكون ( عمش ) والنداء أعمش لماذا .. يعني ياعمش ليش تسوي . والأعمش الإنسان قليل النظر والبصيرة .
وهذا بعيد جداً عن المحتمل في تأويل هذه اللفظة المستقرة في لسان ولهجة العتبان .

وأقرب ما تكون للعتب والملامة أو _ الوجد_ في أفضل ترجيحاتها . والله اعلم .

ولكن هي كلمة ليست جيدة ,ولا ترتقي بالمتكلم ولا تسعد السامع .
لهذا يجب تحاشيها قدر الإمكان .


والله أعلم